languageFrançais

إيران وأمريكا تلمحان لتخفيف محتمل للتوتر النووي

ألمحت طهران وواشنطن يوم الأربعاء إلى تخفيف محتمل للتوتر النووي، وجددت إيران التأكيد على أنها لا تسعى لتصنيع أسلحة نووية بينما عبرت الولايات المتحدة عن استعدادها لاستئناف المحادثات الرامية إلى حل الخلاف المستمر منذ فترة طويلة.

وبعد ساعات قليلة من تصريح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن إيران لن تسعى أبدا لصنع أسلحة نووية قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف "لا رغبة لدينا في إلحاق الأذى بهم".

وأضاف ويتكوف أمام فعالية في نيويورك "نحن نتحدث معهم. ولماذا لا نفعل؟ نتحدث مع الجميع. وهذا واجبنا. هذه هي مهمتنا. مهمتنا هي حل المشاكل".

وقبل الحرب التي استمرت 12 يوما بين إيران والكيان الصهيوني في جوان، عقدت طهران وواشنطن خمس جولات من المحادثات النووية، لكنهما واجهتا عقبات رئيسية مثل تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية والذي تريد القوى الغربية خفضه إلى الصفر لتقليل أي إمكانية للتسلح.

واتهمت طهران واشنطن "بخيانة الدبلوماسية"، وتوقفت المحادثات النووية منذ ذلك الحين.

وقال مصدر إيراني مطلع لرويترز إنه "تم توجيه عدة رسائل إلى واشنطن لاستئناف المحادثات عبر وسطاء خلال الأسابيع الماضية، لكن الأمريكيين لم يردوا". واستبعد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، وهو صاحب القول الفصل في شؤون الدولة الرئيسية مثل السياسة الخارجية وبرنامج إيران النووي، إجراء مفاوضات تحت تهديد الولايات المتحدة.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها  طهران باستخدام برنامجها النووي ستارا لمحاولات تطوير القدرة على إنتاج أسلحة نووية. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي للأغراض السلمية فقط.

"تتبقى بضع ساعات"

أطلقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في 28 أوت عملية مدتها 30 يوما لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران تنتهي في 27 سبتمبر، متهمة طهران بعدم الالتزام باتفاق أبرمته مع القوى العالمية عام 2015 يهدف لمنعها من تطوير سلاح نووي.

وعرضت القوى الأوروبية تأجيل إعادة فرض العقوبات لمدة تصل إلى ستة أشهر لإتاحة المجال لإجراء محادثات بشأن اتفاق طويل الأجل إذا أعادت إيران السماح لمفتشي الأمم المتحدة بدخول أراضيها وعالجت المخاوف بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب وانخرطت في محادثات مع الولايات المتحدة.

وقال ويتكوف "أعتقد أن لدينا رغبة، إما في التوصل إلى حل دائم والتفاوض بشأن آليات إعادة فرض العقوبات، وإذا لم نتمكن من ذلك، فستكون إعادة فرض العقوبات هي الحل الأمثل. إنها الدواء المناسب لما يحدث".

ورغم التهديد الوشيك بفرض عقوبات ومحادثات اللحظة الأخيرة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بين طهران والقوى الأوروبية لتجنب إعادة فرض العقوبات، يحذر دبلوماسيون من أن فرص النجاح لا تزال ضئيلة.

وبعد لقائه نظيره الإيراني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن إيران لا تزال أمامها فرصة لمنع إعادة فرض العقوبات الدولية، لكنه أقر بأن طهران لم تقدم أي شيء ملموس.

وكتب ماكرون على إكس "لا يزال التوصل إلى اتفاق ممكنا. لا يتبقى سوى بضع ساعات. على إيران الالتزام بالشروط المشروعة التي وضعناها".

وقال دبلوماسيان أوروبيان لرويترز إن إيران ومجموعة الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي عقدوا جولة جديدة من المحادثات يوم الأربعاء.

الموعد النهائي يوم السبت

إذا لم تتوصل طهران والترويكا الأوروبية إلى اتفاق بشأن التمديد بحلول نهاية 27 سبتمبر، فسيتم إعادة فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة على إيران، التي يعاني اقتصادها بالفعل من عقوبات أُعيد فرضها منذ عام 2018 بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق خلال ولايته الأولى.

ومن شأن عملية "العودة السريعة للعقوبات" أن تعيد فرض حظر على الأسلحة وتخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته والأنشطة المتعلقة بالصواريخ الباليستية التي يمكنها حمل أسلحة نووية، وأن تفرض تجميدا عالميا للأصول يشمل أفرادا وكيانات وحظرا للسفر.

(رويترز)